نسبية آينشتاين وكرة القدم

[center][color:02c0=#8b0000]جميعنا تقريبًا سمع عن نظرية النسبية للعالم الفيزيائي ألبيرت آينشتاين والتي تؤكد أنه لا يوجد قيم مطلقة بل كل شيء نسبي، أعتقد أن تلك النظرية تنطبق تمامًا على كرة القدم لأنها لا تخضع لأي حقيقة مطلقة بل كل شيء بها يعتمد على النسبية ومن هنا يجب ألا نُوجد الأصنام في كرة القدم غير القابلة للمس وتلك الأصنام هي لاعبين ومدربين وأندية لا يمكن الاقتراب منهم بالنقد أو حتى مجرد اللوم نظرًا لما حققوه في الماضي من نجاحات وإنجازات.

لا أخفي أن مصدر مقالي اليوم هو ما يحدث حاليًا مع المنتخب الإيطالي ومدربه مارتشيلو ليبي بطل العالم 2006، الجميع تقريبًا يُحمل ليبي مسئولية الخروج الكارثي للآدزوري من مونديال 2010 ويتهم ليبي بالعمل وفق حساباته الشخصية واستبعاده عديد النجوم الذين كانوا قادرين على تقديم شكل أفضل للمنتخب، ولكن هنا يخرج البعض ويُنكر علينا انتقاد ليبي ويؤكد أنه مدرب داهية وعبقري وبطل مونديال 2006 وصاحب الإنجازات العديدة مع اليوفنتوس وكأن انتقاداتنا لليبي 2010 تلغي انجازاته عام 2006 وما قبل ذلك!!.

لا أعلم صراحة لمَ نصنع تلك الأصنام ونُصر على عدم المساس بها رغم ما قد تُحدثه من كوارث وفضائح، ورغم أن كرة القدم تُثبت لنا كل يوم أنه لا حقائق مطلقة بها وأن كل شيء قابل للتغيير ويعتمد على الظروف الحالية ومن كان بطلًا قبل سنوات قد يكون متهمًا الآن والعكس صحيح ولا أكثر من الأمثلة على ذلك.

منتخب الأوروجواي كان أول من تُوج بكأس العالم 1930 وعاد وانتزعه من قلب البرازيل 1950 لكن أين هو الآن؟ وهل يُمكن لأحد أن يُرشح ذلك المنتخب لأي بطولة يُشارك بها؟ أين أندية جنوى وبولونيا والبينوليفي في الكرة الإيطالية الآن وأين أندية ويستهام ونيوكاسل في الكرة الإنجليزية وكيف هي الحياة مع أتليتك بلباو حاليًا !! قبل سنوات كان ريال سوسيداد منافسًا على لقب الليجا والآن أين هو !! ريال مدريد هو بطل القرن في أوروبا لكن ألا يحق لنا وصفه بالضعيف الآن !! ألا يحق لنا وصف اليوفنتوس والميلان بالفشلة بناءًا على ما حققوه في المواسم الأخيرة !! هل ينقص ذلك شيئًا من إنجازات الماضي الجميل لهذه الأندية؟.

نفس الأمر ينطبق على اللاعبين ..... عام 2005 كان يُوصف من يتحدث عن رونالدينهو بشكلٍ سلبي بالمجنون أو الحاقد ولكن سنوات قليلة وبدأ الحديث الإيجابي عن اللاعب البرازيلي هو الجنون والسذاجة، كريستيان فييري كان المهاجم المطلوب في كل أندية العالم وسنوات قليلة وأصبح المهاجم الذي يبحث عن نادٍ يلعب له.

أتمنى من الجميع تقبل النقد لأولئك الرموز في كرة القدم لأن مستوياتهم ليست بالثابتة فحين يُخطئوا يجب أن يُحاسبوا كما كان الجميع يحملهم على الأعناق وقت الإنجاز.

كرة القدم نفسها لم تحفظ لهؤلاء تاريخهم المميز، وقررت محاسبتهم بقوة عند وقوعهم في الخطأ...هي حاسبت أدريانو حين اتجه للملاهي الليلية، وهي حاسبت فلورنتينو بيريز حين فضل الجانب الاقتصادي على الرياضي في ريال مدريد، وهي عاقبت مارتشيلو ليبي حين أقحم حساباته الشخصية في اختيارته للمنتخب الإيطالي المشارك في مونديال 2010 ، هي نفسها كرة القدم لم تحفظ لهؤلاء جميعًا ما فعلوه معها وحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة........ فهل نأت نحن ونرفض ذلك بحجة الماضي الجميل والبكاء على الأطلال !!.

أتمنى فهم أن كرة القدم لا تمتاز بالحقائق المطلقة ولا يوجد بها شيء ثابت بل هي مجموعة من المتغيرات التي تحدث طبقًا لظروف وعوامل عديدة، وأتمنى ألا نصنع بأنفسنا أصنامًا يُمنع الاقتراب منها وأن نتعامل مع الحدث في وقته الحالي لا بصيغة ما كان ولا ما سيكون وأن نعي تمامًا أن الانتقادات الموجهة لأي شيء في كرة القدم لا يلغي ماضيه الجميع ونجاحاته السابقة وفي نفس الوقت لا يحكم بالفشل على مستقبله الذي قد يكون مُشرقًا للغاية ..... لكن فقط، أن نتعامل مع الحدث في وقته الحالي .. الحالي وفقط.[/color]

[/center]

امير كتير حلو اللي كتبته معك حق

[color:f091=#008000]شكرا لمرورك أخ أبو رامي[/color]