[b]((وداع بطل، من أبطال حرب تشرين))
اليوم... ترجّل فارس آخر، من فرسان تشرين..
**********************************
بمزيد من الأسى والحزن الشديدين،فقدت سلمية اليوم ابناً مقداماً من أبنائها الميامين، وبطلاً من أبطال حرب تشرين...
إنّه المساعد أوّل (علي محمّد الساروت)من مواليد أبو حبيلات ـ سلمية، غيّب في الثرى عن عمر ناهز السبعين عاماً..
نال الفقيد أرفع وسام صادر عن قائد الجيش والقوات المسلّحة في الجمهورية العربيّة السورية ، نظرا ًللعمل البطولي الذي قام به في حرب تشرين عام 73
عندما أخذ المبادرة بنفسه، بإطلاق القذائف الصارخوية على العدوّ الصهيوني،ورفض الاستسلام، واستطاع برماياته الصارخوية المركزّة تدمير حوالي/13/دبابة من دبابات العدوّ،و/4/ آليات مجنزرة،وصهريج محروقات،كان يحاول تزويد آليات العدوّ بالوقود،وبعمله البطولي هذا استطاع هذا البطل،أن يفكّ الحصار عن لواء مدرّع صديق، كان محاصراً من قبل العدوّ،وقد شهد ببطولته وشجاعته كلّ أفراد قطعته العسكرية،وضباط وأفراد الوحدات المجاورة لقطعته..وقد كتبت مجلّة جيش الشعب آنذاك قصة البطولة لهذا الفارس المغوار كما رواها وشاهدهارفاقه في الخندق.
تغمّد الله الفقيد بالرّحمة..وأسكنه فيسح جنّاته،وألهم ذويه الصبر والسلوان..
ومن المؤسف جداً ،أنّ جنازة الفقيد لم تشهد تمثيلاً لرفاق السلاح من جمعيّة المتقاعدين العسكريين،ولا من رابطة المحاربين القدماء..سامحهم الله..
وسوف نروي مستقبلاً بعون الله تفاصيل العمل البطولي الذي قام به (الرقيب الأوّل:على الساروت أبو محمّد)والذي ترفع فيما بعد إلى رتبة مساعد أوّل بسبب بطولته وشجاعته..
حيّوا معي فارسا ترجّل عن جواده،بعد أن غيّيبه الموت في جفنه،وبعد ًشهدت ساحات الوغى أنبل وأعظم معاركه...
نكبر في هذا الفارس المغوار بطولته،ونخاطبه بقول الشاعر على الجارم:
نَمْ ملءَ جفنيْكَ في رُحْمَي ومغفرةٍ == ووارفٍ من ظلالِ اللّه ممدودِ
إنّ البطولةَ والأجسادُ فانيةٌ == تبقَى على الدهر في بعثٍ وتجديد
سلمية في/6/4/2010
المعزّي بالفقيد:حيدر محمود حيدر[/b]