[center]
ثلاثة في ذمة الله.. والرابع ينجو بأعجوبة
التوجيه التربوي في "سلمية" يفقد رئيسه ومشرف المنطقة
[img]http://esyria.sy/sites/design/esyria_logo.gif[/img]
محمد القصير
الأربعاء 23 أيلول 2009
على "طريق الموت" كما باتت تسميته عند أهل "سلمية" وسكان القرى المنتشرة
يمنة ويسرة على الطريق السريع الذي يصل إلى مدينة "الرقة"، وظهر يوم
الثلاثاء 22 أيلول 2009 آخر أيام "عيد الفطر" فكان ختامه حزيناً حيث فجعت
"سلمية" بوفاة ثلاثة من أبنائها التربويين، في حين نجا الرابع من الموت
وهو ما زال في العناية المركزة في أحد المستشفيات الخاصة.
[table:9bb7 style="float: right;" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"][tr] [td] [img]http://esyria.sy/sites/images/hama/news/102621_2009_09_23_05_31_54.jpg[/img]
[/td] [/tr][/table]
موقع eSyria رصد هذه الحادثة الأليمة واطلع من بعض المعنيين بالأمر
حيثيات هذا الحادث، وقد ابتعدنا قصداً عن توجيه أي سؤال لذوي المتوفين.
الأستاذ "إبراهيم الشعراني" موجه تربوي تحدث عن الحادثة فقال: «على الطريق
الذي يتقاطع مع الطريق الدولي المؤدي إلى مدينة "الرقة" والآتي من قرية
"المبعوجة" تعرضت السيارة التي تقل كل من- الأستاذ "حسين جبر" مشرف
المنطقة الإداري، والأستاذ "كريم حسينو" مدير عام المخابز الآلية في
محافظة "حماة" والأستاذ "راتب شيحة" رئيس مكتب التوجيه التربوي في
"سلمية"، والأستاذ "حسين ديوب" رئيس مكتب الثقافة والفنون وعضو مكتب
الطلائع في المحافظة- تعرضت لحادث اصطدام مع سيارة شاحنة من نوع "KIA
motors" أدت إلى وفاة الثلاثة الأُول، ونجاة الأستاذ "حسين ديوب"».
الأستاذ "أسامة بربور" موجه تربوي، ذكر لموقعنا أن زملاءه الأربعة كانوا
مدعوين إلى قرية "المبعوجة" تلبية لدعوة من السيد الدكتور "فيصل كلثوم"
محافظ "درعا" وهو ابن "سلمية"، وتابع يقول: «وفي طريق العودة حصل ما حصل،
وكانت الفاجعة الأليمة، رحم الله من قضى، والشفاء العاجل للأستاذ "حسين
ديوب" إن شاء الله».
السيد "فراس عباس" وهو شقيق زوجة المتوفى "راتب شيحة" نعى "الصهر" وقال:
«كم من شخص قضى على تفرعات هذا الطريق، واليوم يخطف منا ثلاثة رجال، لا
نعرف متى يرحل الموت عن جنبات هذا الطريق؟، لا شك أن المصاب جلل، أتمنى أن
يتجاوز أهالي الراحلين هذه المحنة، وأطلب من الله الرحمة للذين قضوا في
هذه الحادثة».
الأستاذ "أمين الحاج" كان من بين المشيعين في قرية "خنيفس" حيث ووري جثمان
الراحل "راتب شيحة" الثرى، وكان متأثراً كبقية من حضر، لكنه قال: «نشعر
بالخوف عندما يأتينا الموت، ومع هذا نسارع إلى ملاقاته، عندما أقترب من أي
تقاطع أقرأ سورة "الفاتحة" لا أعرف
[table:9bb7 style="float: left;" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"][tr] [td] [img]http://esyria.sy/sites/images/hama/news/102621_2009_09_23_05_31_54.image1.jpg[/img]
[/td] [/tr][tr] [td:9bb7 class="image_caption"]"حسين ديوب" الناجي الوحيد من الحادث[/td][/tr][/table]
لماذا، لكن هناك شعور ينتابنا جميعاً أن الخطر
يتربص بنا، ما حدث اليوم أليم وفظيع، فقدنا ثلاثة من خيرة الأستاذة
المربين، نرجو الله أن يتقبلهم في جنانه، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان».
ونذكر ما قاله الأستاذ "إبراهيم الشعراني" وهو أمين سر في التوجيه التربوي
في "سلمية" حيث ذكر ما دار بينه وبين الراحل "راتب شيحة" صبيحة هذا اليوم،
فقال: «اعتاد الراحل أن يجدني أدق بابه في كل يوم عطلة، وأنا الذي أقطع
المسافة من "سلمية" إلى قرية "خنيفس" على دراجتي الهوائية، وكنت اليوم قد
اتصلت به هاتفياً أنني قادم إليه، لكنه طلب مني أن أؤجل المجيء إلى المساء
لأنه مدعو إلى "المبعوجة"، صدق الراحل في تأجيل مجيئي لأنني أتيت مساءً،
ولكن في مناسبة أليمة، كان هو الحدث الأليم فيها».
ودارت أحاديث كثيرة أن السيد "هيثم حسينو" كان معهم في السيارة في الذهاب،
لكنهم طلبوا منه أثناء العودة إلى "سلمية" أن يرافق الأستاذ "علي زين"
أمين شعبة "سلمية" لحزب البعث العربي الاشتراكي، فنجا من الحادث.
يذكر أن وفوداً رسمية حضرت جنازة الراحل "راتب شيحة" منهم السيد الدكتور "
فيصل كلثوم" محافظ "درعا" والدكتور "علي الحصري" معاون وزير التربية،
ومدير تربية "حماة"، وأمين شعبة "سلمية" لحزب البعث العربي الاشتراكي،
وحشد غفير قدم من "سلمية" إلى قرية "خنيفس"، وسيوارى جثمان الراحلين "حسن
جبر"، و"كريم حسينو" يوم الأربعاء 23 أيلول 2009.
ختاماً... رغم أن هذا الطريق قد اختصر المسافة من العاصمة إلى المحافظات
الشرقية، لكنه وبهذه المواصفات غير المكتملة، فإنه اختصر الكثير من
الأرواح رغم إيماننا بأن كل أجل إنما هو من عند الله، ولكل ساعة، لا تتقدم
ولا تتأخر، ولكن هناك أكثر من سؤال، بل هو سؤال واحد، متى تنتهي أزمة
الموت الفاجع، ومتى نتخلص من "تقاطعات الموت" هذه؟.
عن موقع e-syria
[/center]