[color:4130=blue] قصيدة "في الحانة القديمة" , أعدها النموذج الأبلغ للتصوف في الشعر العربي الحديث .. ليس التصوف بمفهومه الكلاسيكي
المليء بالعرفانيات و التقرب من الله عشقاً و وجداً ..
هو "العرفانية" التي تغوص في اللغة و الإنسان لا طمعاً في الوقوع على الله !! لكن لتعبر عن يأس الإنسان من قدرته على
إستبطان و إدراك تلك الجماليات الأرضية الكامنة فيه و في محيطه ,, اليأس هو ما تمخض عن تأريخ طويل من ظغط المثال
- الدين , التقاليد , الآيديولوجيا - المتعالي على روح الإنسان ..
و هو التصوف الذي يحاكي متطلبات و أغراض جديدة في الشعر , أغراض تحاول الأقتراب من هموم الإنسان المعاصر ,
و ذلك من خلال تطويع لغة شعرية مبتكرة - على مستوى التقنية و الإيقاع - و تعد جديدة بحق إذا ما قورنت بالسائد الشعري ..
مقطع من قصيدة "في الحانة القديمة" :
[/color][color:4130=blue]
[color:4130=blue] يهذي رأس بين يديك
شيء يوجع مثل طنين الصمت
يشاركك الصمت كذلك
بالهذيان .. فتحدق
في كل قناني العمر لقد فرغت
و النادل أطفأ ضوء الحانة مرات
لتغادر
كم أنت تحب الخمرة .. و اللغة العربية .. و الدنيا
لتوازن بين العشق و بين الرمان
هذى الكأس و أترك حانتك المسحورة
يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
و إملأها حتى تتفايض فوق الخشب البني
فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر ..
و تلك لصنع النعش .. و أخرى للإعلان ..
عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى
إلا منطفأً سكران
[/color][/color]
[color:4130=blue]مع حبي[/color]