منتــــديات تلـــــــــدرة
مرحبا بك عزيزي الزائر.في منبر تلدرة الثقافي والاجتماعي الأول

ما نرجوه منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا.

إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه والمشاركه معنا.....مع حبي
منتــــديات تلـــــــــدرة
مرحبا بك عزيزي الزائر.في منبر تلدرة الثقافي والاجتماعي الأول

ما نرجوه منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا.

إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه والمشاركه معنا.....مع حبي
منتــــديات تلـــــــــدرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بلدة تلدرة .. تلدرة الحضارة و الثقافة و الجمال .. تلدرة العلم .. و الفن أهلا و سهلا بالجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الإدارة ......كل عام وانتم بخير أعضاء ورواد منتدى تلدرة الأول..
الإدارة .....العالم تحرق نفسها لتغيير رؤسائها ونحن نحرق العالم ليبقى رئيسنا للأبد الدكتور بشار حافظ الأسد..
..............بلدة تلدرة بلدة العلم والفن والثقافة والحضارة والجمال.......

 

 سهيلة بورزق ....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايهاب جبر
عضو نشط
عضو نشط
ايهاب جبر


ذكر
عدد الرسائل : 88
العمر : 42
العمل/الترفيه : طالب
البرج : الجوزاء
السٌّمعَة : 0
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

سهيلة بورزق .... Empty
مُساهمةموضوع: سهيلة بورزق ....   سهيلة بورزق .... I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2008 2:35 am

كان المساء مساحة للبوح والعتاب، لم يكن يعرفها عن قرب لكنه أحبها فالحب الدامي هو الذي يجيء عاريا لايرسمه انتظار، و لا يلونه نفاق روحي. هو لم يكن يبحث عنها لكنها كانت تبحث عنه، لتقبر فيه ماضيها و هلوساتها الجنسية…تواعدا الساعة الثامنة مساءا في نادي الفروسية أين يتدرب على ركوب الخيل كل صباح ، كان مرتبكا و مشوش الأفكار حتى أنه استعان بخادمته الفلبينية في اختيار بدلته ، رن محموله النقال زاد ارتباكه كان يظنها هي تستعجله في حين جاء صوت صديقه يوسف، لينقل اليه خبر وفاة عشيقته في حادث سيارة، لم يجد ما يقوله له سوى أنه مستعجل وسيراه غدا .
غير ربطة عنقه سبعة مرات ،نظر الى المرآة تفحص وجهه وكأنه يراه لأول مرة ابتسم بطفولة وهو يتذكر ما كانت أمه تقول له كلما رأته أمام المرآة :أنت جذاب لا تكترث ستحبك النساء .رشف آخر ما تبقى من قهوته، شعر براحة وهو يدير محرك سيارته وصوت السيدة فيروز يغرد: يا ريت بيتك كان منو بعيد ،والباب تحت الباب مش حديد…كانت هي لا تزال تضع آخر اللمسات على مساحيقها المجنونة، فقد اعتادت على المبالغة في الأمور كلها كي تسجن الرجال في ألوانها وجسدها المنهك بالفعل عليه ،كانت تعتقد أن للألوان سلطة على الرجال ففي شفتيها لون هارب من حلم وردي، وعلى نهديها تربع لون الرغبة، وكلما نزلت الألوان الى الأعلى تصاعدت شبقيتهم ،أكثرت من عطرها الفرنسي في مناطق من جسمها تعرف بحنكتها أنها مثيرة للغاية ،أقفلت باب منزلها… ركبت سيارتها الحمراء وموسيقى بيتهوفن تحيلها على الحلم .وصل قبلها بنصف ساعة ،كان النادي عامرا بالعشاق والورود، فالورود عندنا نحن العرب علامة على تنكيس شعائر الحب مع استئصاله من جذوره بعد مذبحة جنسية منفرة يكون فيها اعصار الذكر قد ذوب فيها الألوان الفوقية والتحتية كلها ،طلب الكأس الثالثة وبدأ يفكر في المغادرة ،حينها طلت عليه وابتسامة ملونة بالحاح تقول الكلام الليلي على فراش النكسة …مد يده ليصافحها ،تجاهلتها واندفعت بجسدها اليه تقبله ليغرق في ألوانها وليسيل لعاب ذكورته من عطرها الذي خذر قبله عشرات الرجال ورمتهم فحولتهم في شراك شيطانها الآسر ،شعر برعشة غريبة تهيم في جسده الذي لم يلامس أنثى من قبل وبدوخة أثقلت احساسه بمن حوله ،وراح يقرؤها في صمت وهي تقول :تأخرت عليك حتى تشتاق الي … هل فعلت ؟ بدلتك أنيقة ،أحببت لونها .. كيف حالك ؟
اختنقت كلماته ،ارتبك صوته فهو لم ير هذه الفتنة الطاغية أبدا ,لم يعرف امرأة بهذه الأنوثة الملتهبة من قبل..
صفعه سؤالها الفجائي :أتريد أن تنام معي الليلة؟
شعر أن أنفاسه توقفت وأن حرارة العالم كلها تجمعت في جسمه ،ارتبكت كلماته وهو يرد بطريقة عشوائية هاربا من سؤالها المشتعل …أتحبين ركوب الخيل ؟
قالت ورغبة مجنونة تعانق صوتها : نعم أحب الركوب بجميع أشكاله
رن هاتفه المحمول ،استنجد به رد والعرق يتصبب من فوقه الى تحته ,شعر ببلل ما بين فخديه هل فعلها ؟ ،كانت أمه تخبره بوصول شقيقته و زوجها من فرنسا و أن طائرتهما تأخرت بساعتين ،لم يكن أحد في انتظارهما لأنهما أرادا مفاجأتنا ،رد عليها بأنه مشغول وسيحتاج الى وقت (ربما أطول من عمره)كي يصل الى البيت. حملقت فيه تريد اغراءه ،تشجع واندفع مرة واحدة:أين تريدين أن نتعشى أيعجبك فندق الكريستال أم فندق الحمراء ؟ ردت بصوت موسيقي مشتعل :أريدك أنت، فأنت عشائي هذه الليلة …أهذا هو الحب؟ تساءل بحرقة و علامات الحيرة والقلق تذيبان صوته .. لم يعد لديه صوت ،لم يعد يفهم ما يجري له تضاءلت بداخله ومضة الحب أصبح يشعر بجوع قاتل الى جسد أنثى وبالتحديد الى جسدها هي ،لم يعد يفرق بين ما اذا كان يحبها لانسانها أم يشتهيها جسدا شيطانا …هو الذي لم يستسلم للنساء أبدا فكم من امرأة أحبته وكم من امرأة أغرته ،لكنه كان أبدا مقتنعا بفرضية أن الحب أولا قبل الفراش ،لم يحب امرأة معينة ولم يحاول أن يغرق تفكيره في الأسباب ربما لأن له طريقة خاصة في حب النساء فالشرف دريعة الرجال العرب في تمشيط جسد المرأة.كانت هي لا تعرف غير لغة الجسد تفترس بها جيوب الرجال و تغمض بها عقولهم الصغيرة التي يتوقف بها النبض فور انغماسهم في رقصة اللذة .يتيمة الأم والأب رباها عمها منذ كانت رضيعة ،ولما كبرت وتفجرت أنوثتها اغتصب فيها الورد .. هربت الى حنان الشوارع الباردة المتعبة والمغتصبة مثلها ،كانت في الثالثة عشر من عمرها وجمالها مسحة من السحر ،وحتما أيقنت بفطرتها أن لها جسدا بامكانه أن يصفع الرجال في قوتهم وقسوتهم وعطشهم الأبدي ،بدأت رحلتها وبدأ معها هوسها الشيطاني…فتحت حقيبة يدها وأخرجت مفتاح سيارتها ،كاد كرسيها يسقط من خلفها وهي تحاول التقدم اليه مادة يدها الى يده ،تريده أن يتبعها ولاتريده أن يناقشها الى أين، فهي لم تناقش منذ أن باعت الجمال في سوق الرجال،ركب سيارتها وهو مغمض القلب فقد بدأ نصفه الأسفل يفكر له بدل رأسه .شردت به الصورة وهو يركب هذا الجسد الألوان ,دوخته ألوانها المشفرة وأحيانا المستفيظة الوضوح، تراءت له وهي تسوق السيارة أنها تسوقه أيضا ،تجره كشاة الى ساحة المتعة، لم تتكلم هي طوال الطريق التي كانت تقطعها بجنون ولم يتكلم هو لم يحاول أن يسأل لم يحاول أن يفهم ،صمت رهيب يخيم على علاقة هيستيرية المعنى والهدف …توقفت السيارة أمام باب حديدي عملاق فتح على مصراعيه بمجرد أن ضغطت على زر آلة صغيرة مستطيلة الشكل في حجم علبة كبريت ،دخلت السيارة في الممر الطويل و أشجار الصفصاف مسطفة على جانبيه ,كان منزلها يشبه القصور القديمة بتحفه الموضوعة بعناية فنية مدروسة ،يخيل اليك أنك في متحف عريق غريق الألوان فالألوان موزعة على حديقتها نوتات موسيقية تحيلك على الجمال الخالص الرباني وكأنه يدعوك الى الرقص الصامت ..هل جرب أحدكم الرقص الصامت؟ .التفتت اليه نظرت في عينيه ببراءة أجهضت فيه رعشته وخياله الجنسي وحولته الى انسانه الأول يفكر بأعلاه ان لها طريقة سحرية تخاطب بها العيون بشعاع عينيها الناعستين فتارة تقول بهما الفراش وتارة تستميت فيهما الرحمة ،رحمة أنثى غائرة التوحش .قالت له بصوت عصفور من الجنة :هذا هو بيتي وهذا هو عالمي و هذا الكل هو أنا لا فرق بيني وبين كل الذي تراه فهوى جزء مني وأنا جزء منه هل ترى هذه الحديقة الواسعة المنتشرة الألوان في خضرة أشجارها واختلاف أشكالها؟ وهذه الزهور الفواحة وتلك التماثيل العريقة ؟,هذه هي أنا … تعال ندخل… سارت أمامه وهو يجر جسده المنهك الحيرة والسؤال خلفها ،جلس على أول كرسي صادفه فالكراسي والأرائك تملأ المكان بقلق ،لم تعلق عليه نادت خدامها طلبت من الأول أن يخدم الضيف ومن الثاني أن يجهز لها حمامها ومن الثالث أن يعد طاولة العشاء ،كاد أن يستأذنها في حمام دافىء يطفىء به هالة الصمت التي تجتاح تفاصيله فاذا بها تستدير اليه وتقول:ما رأيك بحمام دافىء؟
رد بارتباك:هل ترينه ضروريا ؟
قالت بجدية:نعم
اصطحبه الخادم الى حمامه وعيناه تفحصان القصر القصيدة الذي لم ير مثله من قبل .تمنى وهو يسحب خطواته الثقيلة في الممر الواسع أن لا يخرج من هنا أبدا.استحم كما لم يفعل من قبل ،كانت المرايا تزين جدران الحمام فوقف أمام احداها وراح يتأمل جسده النخلة بعضلاته المفتولة، ومنكبيه العريضين ، وبطنه المشدود , توقف نظره عند أسفله ،تخيله يلج خفاياه يا للذتها يا للسكر وهو يذوب بابتهال ،كان المشهد أقوى من خياله فراح يستمني بشبق.خرجت من حمامها،ارتدت فستان سهرة أحمر ،أسدلت شعرها الحريري دو اللون العسلي على كتفيها، لم تفكر في وضع الألوانفضلت أن تعانق عطرها القاتل،تعانقه بحرقة الأنثى الطالعة من رذاذ المطر ,أشعلت الشموع وصوت السيدة فيروز يملأ القلب نشوة : شو بخاف ادق على…وما لقيك…شو بخاف نص الليل مع حكيك… ارتدى هو الملابس النظيفة التي وجد فوقها ورقة مكتوب عليها :ارتدي هذه الملابس بعد الحمام ,ملابس داخلية وبدلة سوداء مع قميص أبيض …لم يطل التفكير…خرج لا يعرف الى أين يتجه ،نادته وكأنها تراه ،وقف مشدوها وكأنه يراها لأول وهلة، فقد ازداد جمالها من غير مساحيق وهذا الشعر المجنون يوقظ فيه مساءات الربيع وهذا الجسد الممشوق يدعوه للاستغفار والضلوع .أمسكته من يده وأجلسته بالقرب منها،تنهد وقال :أنا جائع
قالت:أدري،لكن دعنا نتعشى أولا .كانت الطاولة جاهزة وكان الجوع الآخر ينتظر…فتح عينيه لم يجدها بالقرب منهكان هو والسرير يعانقانها في صمت، تسلل من غرفة النوم يريد أن يفاجىء طفولتها بضمة حنان وقبلة نائمة على شفتيها ،وجدها في شرفة ما ،واضعة رأسها بين يديها وهي تجهش بالبكاء…لم يعرف ماذا يفعل أو ماذا يقول سوى أنه ضم رأسها الى صدره وراح يبادلها الدموع فالبكاء لم يخلق للنساء فقط
قالت:لا أريدك أن تترك حمام قلبي لوحدته وضياعه.
قال وهو يعانق بريق عينيها:كيف أترك روحي بعد أن لمستها روحي,وذاب انتظاري في حضورك.
قالت:أنت لا تعرف تاريخ روحي و جسدي.
قال:أعرف رمان شوقي اليك وأنا بين رضاك وصمت اللون فيك،يكفيني وردك وجنة الحب في عينيك.
قالت:أنا …أنا …
قال:لا أريدك ماضيا تسببت فيه حماقة الرجال،أريدك أنت الآن،وكيفما تكونين الآن أنا أحبك وأشتهي تفاح عطرك.
قالت ودمعة مرتعشة تحاول الانتحار على خدها:لا تترك غربتي تصهر أيامي في الغياب
قال:أقسم لك أنني أحببتك حقا
ارتمت بين أحضانه كطفلة عاشقة خارجة لتوها من صباح العمر،تنهدت وكأنها ترمي بسنوات عهرها في ليل النسيان
أمسك رأسها بين يديه أغرق شفتيه في شفتيها ثم همس في أدنيها:أتقبلين بي زوجا؟
صمتت وصور الماضي كلها تزدحم …تزدحم …تزدحم …حد الهذيان.


*سهيلة بورزق- كاتبة جزائرية
واشنطن

يوجد لها عمود اسبوعي في جريدة المدار
موجوده في سوريا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سهيلة بورزق ....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــديات تلـــــــــدرة :: مكتبة المنتدى-
انتقل الى: