مجموعه لـــعلي السوداني

[color:b4e8=red][color:b4e8=blue][size=18][color:b4e8=red][color:b4e8=blue]أنبوب[/color]

حدثت الحرب , فصرتُ عنقاً لمدفع ٍ ينبحُ في الليل و يغصُ في النهار .
نامت الحرب فصرتُ عضواً في عائلةٍ من عشرة أعناق .
حزمة على رصيف الميناء ,
حزمة متحدة على ظهر شاحنة حارة ,
ثم :
أعناق تتوزع ُ على أرصفةِ المدينة و أمعائها .
أنا للكهرباء ,
هو للهاتف ,
واحدٌ لنقل المياه الثقيلة ,
واحدٌ يقاسم ثانياً في السخرية من يافطة مثقبة تئن من دعارة الكلام .

مع حبي[/color][/size][/color][/color]

[color:163a=blue]
[color:163a=blue] جرس [/color][/color]

[color:163a=blue] كلما دقت الحرب , هرعنا إلى السطوح و لوحّنا لها تلويحة البدء .
كلما رن جرس بافلوف , تسلقنا جحورنا لإصطياد جبنة العادة .
الحرب تدق دون تلويحات ,
و بافلوف مازال يحمل جرسه , يهزه بعنف كمدير مدرسة إبتدائية ,
لكن الجرذان تتخلف في جحورها الخاوية في محاولة مدهشة لإخصاء قوة العادة .

[/color]
[color:163a=blue]*************[/color]
[color:163a=blue][color:163a=blue]ليرة [/color]

في كل يقظة , أتحسس رأسي , فأجد أربع ليرات ذهبيات
يصورن الشمس و يعدن ببيضات قادمات , أتعاجز و أتركهن
يغزلن آخر ذيول الشمس .
أقف على ساقي و أنزل المرآة قليلاً كي أحتفظ بطولي .
الليرات الذهبيات الأربع يلعبن كل صبح فوق رأسي
و يتكاثرن بطريقة الأرنب , و المرآة تتزحلق كل يوم لتنتشل
بقايا قامتي الغائضة . [/color]
[color:163a=blue]**********[/color]


[color:163a=blue][color:163a=blue]طرق [/color]

حملت مطرقة و إزميلاً و سافرت إلى نحو صخرة سوداء زعل
عليها الجبل الأخضر فقطع حبلها السري و تفلها على مبعدة من
ذيله . عدلتُ الصخرة و سقيتها من ماء البحر كي لا تعاند إزميلي
ثم شرعتُ بالنحت مفتتحاً طرقاتي بفم مزموم , تحركتُ على جهاته
الأربع ليولد رأس الإله لوكال .
الطرقات تتوالد و الإزميل يتنقل ببراعة لينام في لحية الإله .

مع حبي[/color]

[b][color:5271=blue]إبتسمتُ فإبتسمتْ زوجتي و ضحكتْ طفلتي و عندما
سمعتها جارتنا البدينة تضحك , ضحكت و حيث مبتدأ
الشارع الأسود الهارب إلى اللامنظور , غص الناس
في متوالية من الضحك الجمعي .
عندما سمع صاحب الشرطة بحشود القهقهات و هي
تمطر على تاجه , طلب من حاشيته الغليظة أن تعالج
الأمر و توقف ضحك الرعية , لكن ذلك لم يحدث حيث
إتصل ضحك الحاشية بضحك الرعية حتى ضحكت الشمس .
[/color][/b]
[b][color:5271=blue]**********[/color][/b]
[b][color:5271=blue][color:5271=blue]رماد [/color]

يسحب - هو - نَفَساً من أرجيلته المختالة بالذهب و الفضة ,
المتعالية بالتبغ البحراني المعسّل .
يرمي - هو - النرد فيتدحرج و ينفتح على سواد بهيّ .
دوشش , فتتورد الوجنتان بكريات حمر و حمر .
يرمي - هو أيضاً - النرد فينفتح على بياض كالملائكة .
هبيك , فتنطفئ الوجنتان بكريات بيض و بيض .
يبقى متوحداً مع كرسيه . البياض يغزو ساحته و الأرجيلة
تضيع في لجّة الرماد .
[/color][/b]
[b][color:5271=blue]*********[/color][/b]
[b][color:5271=blue][color:5271=blue]منتهى [/color]

لا أحد يصدق أن غيمة عملاقة حطت في باحة الدار و إبتلعتني و طارت .
جَبّارٌ متوُّجٌ على سُحب تتجاسد في طريق الجنازة الطائرة .
أرجوحتي الغيمية تحملني إلى بروج و أسحار و لذاذات .
أتعالى و أنفذ إلى سلطان التعفف على الأسفل و أوشح
هامتي بالبروق حتى قيامة المطر .
[/color][/b]
[b][color:5271=blue]مع حبي[/color][/b]

[b][color:81c8=blue][color:81c8=blue]أفلاطون [/color]

في ظهيرة إحتفتْ بالقيظ , حاولت إقتراف الهمهمة فتصادت همهماتي .
صحتُ , فأجابتني الجدران .
لوحت بيمناي , فإنزرعتْ على خدّي جمهورية رنّانة من الصفعات .

***********[/color][/b]
[b][color:81c8=blue] عندما تيقنت من عوائي , هممتُ بعضِّ أخي الذي واجهني بزئير مرعب .
خرجتُ إلى الشارع ببقاياي فرأيت الحُشودَ تحملُ صورة ً تنفث عواءاً و زئيراً .

***********[/color][/b]
[b][color:81c8=blue][color:81c8=blue]رائي [/color]

و جيء بي مكبلاً بالحديد .
و جيء على قميصي بدم ٍ كذب قيل هذا الذي رأى كل شيء ,
هذا الذي أغوى بنت السلطان و حنّى أصابعه بدم البكارة .
و جيء بي مكبلاً بالحديد ;
قيل هذا الذي يضوع المسك من جسده و يصير فخاخاً تتبختر
في شوارع المدينة و أزقتها المختبئة خلف فضائحها المتوالدة .
و جيء بي مكبلاً بالذهب , رائياً كل شيء , غاوياً بنت السلطان ,
أضوع مسكاً , أحمل على راحي سبعة فخاخ ;
ستة لي و السابع للشرطي الذي يسحلني .[/color][/b]
[b][/b]
[b][color:81c8=blue]مع حبي[/color][/b]

[b][color:6d10=blue] [color:6d10=blue]قبر [/color]

أخيراً , تحققت أغلى أمنيات الولد , بعد حصوله على قطعة أرض ,
كان يعلم أنها تقع خارج حدود الخدمات , لكنه كان يؤمّل نفسه بأشياء
كثيرة , ربما وقعت أرضه فوق بئر نفطية لا تنضب , أو دفنت تحتها
جرة متخومة بآلاف الليرات الذهبية .
بعد مرور عشرين عاماً , ظلت أرض الولد خارج الوليمة ,
لا تصلح إلا لتكاثر الأشباح , عندما ماتت أمه إستحوذت على
عشرة أمتار منها , ثم مات أبوه , فأجهز على عشرة أمتار أخرى
و عندما مات هو , كان قبره ينخفض و يغور خارج حدود الخدمات .
[/color][/b]
[b][color:6d10=blue]***********[/color][/b]
[b][color:6d10=blue][color:6d10=blue]مزاد [/color]

كنت أحمل مسدساً , و أرقب المقامرين و أغضّ الطرف عن
أخطائهم و سرقاتهم المتكررة , و اصبّ الزيت على خلافاتهم ,
و ألقم جهنم التي أقاموها , حطباً لا ينقطع , حتى وقعت الواقعة ,
و إشتبكت الأيدي ببعضها , و تناطحت الرؤوس , فإغتنمت تلك
الفرصة العظيمة , و أخرجت مسدسي الجميل و وضعته في ذلك
المزاد العلني [/color][/b]
[b][/b]
[b][color:6d10=blue].********[/color][/b]
[b][color:6d10=blue]هواية

في غابة أكبرُ مني , إصطدتُ فراشة و ضممتها إلى متحفي الذي
يزحف كما أميبة على سريري المتهدّل . في لحظة رفع الحجاب
عن الليل , حلمت بسبع فراشات نائحات , يحملنني على أكتافهن
الغليظة و يرمينني نحو فم النار المتثائبة .
[/color][/b]
[b][/b]
[b][color:6d10=blue]مع حبي[/color][/b]

[color:5917=blue][color:5917=blue]ياسين عطية [/color]

الحارس الوحيد يدخن و يأكل دخانه بالشاي المهيّل .
أنا أخطط .
الحارس يبصق سيكارته و يجهز على آخر أنفاس الشاي المهيّل .
أنا أخطط .
الحارس يحتسي رشفة من عرق "أبو نؤاس" .
أنا أخطط .
الحارس يشفط كل "أبو نؤاس" و يخدر
أنا أحمل على ظهري بوابة عشتار
و شارع الموكب و أسد بابل .
الحارس يبتسم لظهري
أنا أطير كثور مجنح .
[/color]

[color:5917=blue]لكم وله حبي[/color]