صدى الروح في تلدرة

"صدى الروح".... حكاية تبدأ بالإنسان وتنتهي به؟
على مسرح مكشوف بُنِيَ خصيصاً لهذا العمل، انطلق العرض المسرحي البانورامي "صدى الروح" صيف 2008، وهو من تأليف "بدر الصغير" وسيناريو وإخراج "فادي شريف ديوب"، أدّاه (30) شاباً وفتاة ممن هم تحت سن العشرين، كانوا مفاجأة لكل متابعي الفن المسرحي في "سلمية".




[table:f395 style="FLOAT: right" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0][tr][td][img]http://www.ehama.sy/images/activities/076126_2008_08_24_15_35_00.jpg[/img] [/td][/tr][/table]

يبدأ العرض بهذه الكلمات: (لكل حكاية بداية، وحكايتنا هي الإنسان، وبدايتها هي الإنسان.. كيف كان؟ وكيف سار عبر العصور والأزمان؟ ونحن حتماً من ذلك الإنسان، وسنكون يوماً، حديثاً في فم ذلك الإنسان.. ومن إنسان لإنسان تنتقل الرسائل، لترسم اليوم تاريخاًُ، بالأمس كان حاضراً، وغداً سيكون مستقبلاً، وهناك وفي كل زمان، أناس يحاولون أن يصنعوا الإنسان... فمن هو الإنسان ؟؟).

eHama التقى بعض المشاركين في هذا العمل ومنهم "هلا سلهب" والتي تحدثت عن الدورالذي لعبته قائلة: «أشارك في معظم لوحات العمل، وألعب دور البطولة في دور "هيلين" حبيبة "باريس" في المرحلة "الإغريقية". وشخصية "هيلين" كما رسمها المخرج، هي العاشقة، وعليّ أن أعكس ذلك، ولا أستطيع أن أحكم إن كنت قد نجحت أم لا.. الجمهور هو الحكم». وأضافت: «هذه أول مشاركة حقيقية لي في المسرح، كنت قد شاركت في المسرح المدرسي في لوحات قصيرة، لكني اليوم في أشد السعادة وأنا أشارك زميلات لي في المدرسة عملاً
[table:f395 style="FLOAT: right" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0][tr][td][img]http://www.ehama.sy/images/activities/076126_2008_08_24_15_35_00.image1.jpg[/img] [/td][/tr][tr][td:f395 class=image_caption]فادي ديوب[/td][/tr][/table]من هذا النوع، ألعب في المسرحية دور أنثى في العصر الحجري، يتصارع عليها الرجال ليحصلوا عليها، ولكن اختيارها للشخص الذي تريده هي يكون-برأيي- مفاجئاً للجميع، كذلك كنت في لوحة البداية "الولادة" المعتمدة على الرقص المعبر عن الفكرة بلغة الجسد».

وليس سراً أن الشخصية التي يلعبها "غيث ديبة" وما تحمله من تنوع سوف تحظى بقلب الأنثى "رنا محفوض" لتقتل وحدته وتؤنس خلوته في عالم غريب. لتعلن دقات الساعة انتقالنا إلى زمن آخر أشد قسوة وخطورة، هذه المرة ندخل بلاط "الإغريق"، ولنقع على تفاصيل فتح "طروادة" من خلال تشكيل جسدي أداه الراقصون بشكل لافت، ومرة أخرى ينتصر العقل، فهو الذي يسطّر الملاحم، وأما غيره فليس سوى أفعال لا تغني. بالعقل سقطت "طروادة عبر حصان خشبي، وهو هنا في "صدى الروح"، حصان بشري، شكله عدد من الفتيات، فكان حصاناً، بل فرساً جميلة، لكنها قاتلة.

بعدها ننطلق إلى ما قبل التاريخ، وكأن المخرج يريد أن يأخذنا يميناً وشمالاً لنتمنى
[table:f395 style="FLOAT: right" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0][tr][td][img]http://www.ehama.sy/images/activities/076126_2008_08_24_15_35_00.image2.jpg[/img] [/td][/tr][tr][td:f395 class=image_caption]رنا محفوض[/td][/tr][/table]كما هو "جلجامش" الخلود الأبدي؟؟ أي خلود تطلبه أيها الباحث في ذمم الإنسانية عن دم لن يغنيك أكثر من لحظة تفوّق عشتها للحظة ثم انقضت؟ هو "جلجامش" مجد الخلود، لكن "أنكيدو" مات.

ثم ينتقل بنا العمل إلى "روما" عبر "إمبراطور" يعبث بالأشياء كيف يريد، طموحه غريب، عاشق للنساء، وساخر من الرجال، يكتب قصائده ليتجول في شوارع عاصمته التي لا تحب الأرجل القذرة، فسخرت منه لأنه وطأها فغضب منها وأحرقها، ليثمل على مشارفها وهو يمج قصائد من دم، كأنها هبطت من السماء (فلا شيء يبنى دون نار، ولاشيء يهدم دون نار).

يقول المخرج "فادي ديوب" عن عمله الجديد: «نستطيع أن نقول أن فكرة العمل هي عبارة عن سبر عميق لروح الإنسان الحقيقي عبر العصور المتتالية، والتي قد تنطوي على بعض التقسيمات التاريخية والمنفصلة ربما، ولكننا تناولنا القاسم المشترك الأكبر والأهم فيها ألا وهو الانسان بروحه القادرة على اختراق رتابة الحياة البشرية إلى ما يقارب الخلود والأمثلة
[table:f395 style="FLOAT: right" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0][tr][td][img]http://www.ehama.sy/images/activities/076126_2008_08_24_15_35_00.image3.jpg[/img] [/td][/tr][tr][td:f395 class=image_caption]هلا سلهب[/td][/tr][/table]كثيرة والتاريخ شاهد».

"ساجدة فخّور" وهي أصغر الممثلات سناً تحدثت عن مشاركتها في "صدى الروح" فقالت: «ألعب دور قائد الجند في الحقبة الإغريقية.. أنا سعيدة لهذه المشاركة، هي فرصة قد لا تتكرر، تكمن صعوبة العمل أنه رياضي، وفي البداية خضعنا لاختبارات مطولة حتى كنت من الفريق الذي اختاره المخرج. مع العلم أنني لاعبة في منتخب ناشئات "سلمية" للكرة الطائرة في دوري الدرجة الأولى».

الأستاذ "إسماعيل سيفو" أحد الحضور سألناه عن العرض ورأيه فيه، فقال: «لو توفر لهذه الفرقة الدعم الكافي لحققت الشيء الكثير، ولو لم يقولوا أنهم فرقة هواة لاعتقدت أنهم فرقة محترفة، العمل جميل، وفيه وجبة فكرية دسمة».

يذكر أن هذا العمل قدّم من قبل (لجنة المبادرات العالمية والأحداث الخارجية في المجلس الوطني الاسماعيلي في "سورية") وعرض في قرية "تلدرة" بعد أن عرض في كل من "سلمية" وقرية "بري الشرقي" لينطلق بعدها إلى محافظة "طرطوس" في قرية "نهر الخوابي" عائداً إلى قلعة "مصياف" ليعلو صدى روح الإنسان بين جنبات التاريخ. [img]http://www.ehama.sy/images/esyria_logo.gif[/img] محمد القصير

عن موقع اي حماه

والله شيء بيفرح
شكرا تلدراوي على الموضوع